تاريخ البدء : 30-11-2014
تاريخ الانتهاء : 31-07-2015
رواق الأرشيف - أرشيف المغرب - الرباط


أضحى المغرب منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر مركزا مهما للمصالح الألمانية. تجسد ذلك من خلال فتح عدد من الدور التجارية بأهم المراسي المغربية، مما أعطى دفعة قوية لنمو المبادلات التجارية الألمانية مع المغرب، الأمر الذي يعكسه تزايد أعداد المستثمرين وأرباب العمل الذين تمكنوا من تأسيس مجموعة من الشركات وفي طليعتها شركة الإخوة مانسمان.


وقد واجهت هذه المصالح منافسة شديدة من طرف العديد من القوى الأوربية، وخاصة فرنسا التي كانت تسعى إلى ضم المغرب إلى امبراطوريتها الاستعمارية. وبفرض حمايتها عليه احتدم الصراع الألماني الفرنسي حوله، واستمر إلى غاية اندلاع الحرب العظمى.


وقد استغلت فرنسا هذه الحرب التي كانت تدور رحاها بأوربا لضرب مصالح ألمانيا الاقتصادية والسياسية على أرض المغرب. تمثل ذلك في إصدار مجموعة من الظهائر بهدف حجز ممتلكات الألمان وحلفائهم ومحمييهم ومخالطيهم من المغاربة، وتجميد نشاط جل شركاتهم. كما عملت على شل الديبلوماسية الألمانية في المغرب بإغلاق مفوضيتها بطنجة وقنصلياتها بمختلق المدن، متمكنة بذلك من محو كل حضور ألماني ونمساوي – مجري، وإزاحة منافس حقيقي ظل يقض مضجعها لوقت طويل بالمغرب.


إن عملية الحجز هاته خلفت لنا رصيدا مهما ومتنوعا من الوثائق، يضم سجلات ومراسلات تجارية وظهائر وعقود ومذكرات شخصية، إضافة إلى مجموعة من الخرائط والصور. إنه رصيد يؤرخ لحقبة مهمة من تاريخ المغرب ويميط اللثام عن الصراع الألماني الفرنسي حول الامتيازات الدبلوماسية والاقتصادية بالإيالة الشريفة.


ولأهمية هذا الموضوع، تنظم مؤسسة أرشيف المغرب معرضا تحت عنوان "الحرب العظمى 1914 -1918: أرشيفات محجوزة"، يكشف عن معطيات تاريخية جديدة حول الوجود الألماني، وهي مناسبة للباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب لاكتشاف هاته الذخائر واستنطاقها وسبر أغوارها، باعتبارها شواهد على فترة حاسمة من تاريخ العلاقات المغربية – الألمانية.

مشاركة :